ما بعد الولادة مباشرةً: ما الذي تتوقعه الأم في الساعات الأولى بعد الولادة؟

لحظة ولادة الطفل هي تجربة فريدة ومليئة بالمشاعر، ولكن ماذا يحدث بعد ذلك؟ الساعات الأولى بعد الولادة مهمة للأم والمولود، وهي فترة تحتاج فيها الأم إلى الراحة والعناية. إليكِ ما يمكن أن تتوقعيه:

1. اللحظات الأولى مع المولود
بعد الولادة مباشرةً، سيضع الطبيب أو الممرضة الطفل على صدركِ لبدء التلامس الجلدي، وهو مهم لتعزيز الترابط بينكما. كما يساعد في تنظيم حرارة جسم الطفل ونبضات قلبه، ويحفز الرضاعة الطبيعية المبكرة.
الرضاعة الطبيعية الأولى: بعض الأطفال يبدأون بالرضاعة خلال الساعة الأولى بعد الولادة، حيث يكون لديهم رد فعل قوي للمص. يساعد ذلك في تحفيز إنتاج الحليب وتقليل النزيف لدى الأم.

2. التغيرات الجسدية التي قد تشعرين بها
انقباضات الرحم (آلام ما بعد الولادة)
بعد الولادة، يبدأ الرحم في الانقباض للعودة إلى حجمه الطبيعي. قد تشعرين بانقباضات مشابهة لآلام الدورة الشهرية، خاصة أثناء الرضاعة، بسبب إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد في تقليص الرحم.
النزيف المهبلي (النفاس)
من الطبيعي أن يستمر النزيف لكثير من الأيام بعد الولادة، ويكون غزيرًا في البداية ثم يقل تدريجيًا. إذا زاد النزيف بشكل مفرط أو كان هناك تجلطات كبيرة، يجب إبلاغ الطبيب فورًا.
القشعريرة والتعرق
بعض النساء يشعرن بالقشعريرة بعد الولادة بسبب التغيرات الهرمونية، وهذا أمر طبيعي. يمكنكِ ارتداء ملابس دافئة وتغطية نفسكِ جيدًا.

3. الفحص الطبي بعد الولادة
خلال الساعات الأولى، سيقوم الأطباء والممرضات بفحصكِ لمراقبة ضغط الدم، النزيف، ومستوى الألم. إذا كنتِ قد خضعتِ لولادة قيصرية، سيتم مراقبة الجرح والتأكد من عدم وجود مضاعفات.
👩‍⚕️ ماذا عن العناية بالغرز؟
يوجد مقال بالتفصيل حول العناية بها.
4. المشاعر والتغيرات النفسية
فيض من المشاعر
بعد الولادة، قد تشعرين بمزيج من الفرح، الراحة، وربما الإرهاق الشديد. لا تترددي في طلب المساعدة من طاقم المستشفى أو أفراد العائلة للعناية بالمولود وأخذ قسط من الراحة.
"الكآبة النفاسية" (Baby Blues)
من الطبيعي أن تشعري بالحزن أو القلق خلال الأيام الأولى بعد الولادة بسبب التغيرات الهرمونية. لكن إذا استمرت هذه المشاعر لفترة طويلة أو كانت شديدة، استشيري طبيبكِ، فقد يكون ذلك علامة على اكتئاب ما بعد الولادة.

5. متى يمكنكِ النهوض والمشي؟
بعد الولادة الطبيعية، يُنصح بمحاولة النهوض والمشي بعد بضع ساعات لتحفيز الدورة الدموية وتقليل خطر الجلطات. أما بعد الولادة القيصرية، فسيخبرك الطبيب عن الوقت اللازم لبدئ الحركة.

الخلاصة
الساعات الأولى بعد الولادة مليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية، لذا خذي وقتكِ للراحة وركزي على التواصل مع طفلكِ.
لا تخجلي من طلب المساعدة من الممرضات أو الأطباء، فهم هناك لدعمكِ.
تذكري أن كل تجربة ولادة مختلفة، لذا استمعي إلى جسدكِ وامنحي نفسكِ الوقت اللازم للتعافي.
هذه الرحلة قد تكون مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا بداية رائعة لحياة جديدة مع طفلكِ!